عبر رسامين وكتاب القصة عن القيمة المعرفية والفائدة المكتسبة من خلال مشاركتهم في ورشة عمل حول توظيف الحكاية الشعبية المحلية في القصة المصورة التي تنظمها مؤسسة جدارية لتنمية الثقافية بالعاصمة عدن، ضمن “مشروع حكاية”، بتمويل من الاتحاد الأوروبي بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ووكالة تنمية المنشآت الصغيرة والاصغر ,مؤكدين على أهمية الثقافة في حماية النسيج الاجتماعي للمجتمع.
واعتبروا برنامج الورشة والهدف الاساسي منها جذب المواهب الشابة وتعزيز قدراتهم على أسس الكتابة للقصة المصورة بأسلوب علمي يعتمد على خطط وتصورات وكتابة المقدمة وتصور مضمون القصة المصورة ووضع خاتمة لما يراد إيصاله من فكرة القصة وكذا تبادل خبرات وليس إلقاء محاضرات فقط، مشيدين بتجربة مشروع حكاية.
ويتعرف 16مشاركًا ومشاركة من الموهوبين بفن الرسم والكتابة بعدن خلال الفترة من 27 أكتوبر حتى14ديسمبر، على عدد من المفاهيم ذات الصلة بأساسيات كتابة القصة القصيرة، والآليات المتبعة في الكتابة والرسم، وكيفية اختيار النص القصصي، وعناصر القصة القصيرة، والفرق القصة والحماية والروية الأدبية، وأشرف على التدريب مدير مركز الظفاري للبحوث والدراسات اليمنية بجامعة عدن رئيس نادي السرد الدكتور عبدالحكيم باقيس ومصمم الجرافيك ومدرب بفن القصة المصورة الأستاذ عدنان جمن.
” مشروع حكاية وجبة ثقافة جميلة “
تهدف الورشة إلى تعليم المشاركين المزيد عن تقنيات كتابة القصة المصورة فضلًا عن عناصر الكتابة الإبداعية كما يقول رئيس مؤسسة جدارية لتنمية والإعلام ياسر عبدالباقي،لافتًا أن هذه الورشة تهتم وتشجع الابداعات الشبابية على مواصلة الطريق لاكتشاف مواهبهم في مجالات الثقافية والأدبية والفنية متعددة، وتنمية هذا الإبداع وتعزيز الانتماء بالثقافة والهوية الوطنية في هذا الوقت الاستثنائي الذي تتعرض فيه هويتنا وثقافتنا لتهديدات متعددة كانت نتاج لازمة الحرب وظروفها الراهنة.
وأكد عبدالباقي، اهتمام “مؤسسة جدارية لتنمية والإعلام” من تنظيم مثل هذه الورش مع جهات داعمة بما يكفل، من حماية المخزون الثقافي المتشرب بالثقافة والحضارة وتاريخ مدينة عدن منذ القدم، منوهاً إلى ان المحافظة على الحكايات والاساطير تعد مسؤولية اجتماعية وثقافية تنطوي ضمن جهود المؤسسة لحمايتها من الاندثار.
ياسر عبدالباقي
وقدم مصمم الجرافيك ومدرب القصة المصورة الأستاذ عدنان جمن، عرضًا مختصرًا عن مميزات القصة المصورة والطرق المثلى لتحويل الفكرة الى قصة ومن ثم الى سيناريو حواري يتمكن الرسام على ضوئها من ترجمته عبر الاقلام والالوان الى صور معبرة تحاكي مضمون الحكاية المتوارثة، معرجًا الى الخصائص والصفات للقصة المصورة واصفا مدينة عدن بأنها مليئة بالقصص والحكايات الاسطورية والخرافية الإنسانية الجميلة المعنى والمغزى.
” حراس الذاكرة الشعبية “
سيقوم المشركون الموزعون على ثمانية فرق تضم كاتب ورسام من أختيار أفكار لقصة مبنية عن حكايات شعبية موروثة في المجتمع للعمل عليها لاحقاً في إطار مشروع حكاية، بعد أن يتلقوا تدريباً مكثفًا في وضع التصورات وكتابة المقدمة وتصور مضمون القصة وخاتمته.
وأبدى رضوان أحمد الشريف، بكالوريوس لغة انجليزية وكاتب قصصي عن تجربته مع مؤسسة جدارية التي عقدت ورشة حول مشروع الكوميكس للقصص المصورة، عن سعادته في المشاركة بهذه الورشة، مؤكدًا أن ضرورة الإلمام بكتابة قصة مستلهمة من الموروث الشعبي الشفهي، المتمثلة بالمعلومات وآليات الكتابة والتأطير والاستهلال والتضمين والاقتباس، مثمنًا كمية المعارف الذي تلقاها وأثرت معلوماته في جانب كتابة القصة، مشيرًا إلى أن قصته مبنية على خرافة حكاية المرآه” المرايا” ما يحكي عنها من خرافة الوقوف أمامها مطولًا تخطف الشخص إلى عالم آخر خفي كعالم الجن وشخصيات القصة.
من جانبه أكد راجح المحوري، دبلوم حاسوب، وكاتب للقصص والروايات، أن القصة المصورة هي فن جميل يعتمد على وصف المشاعر بالأفعال والمصطلحات اللغوية المفهومة والمطلوب السرد القصصي وأهم شيء بالقصة التكثيف والاتزان وعدم استخدام مفردات كثيرة، واصفًا المشاركين والمنظمين لهذه الورشة بكتيبة حراس الذاكرة لتوثيق الموروث الشعبي المسرود للحكاية الثراتية.
وأوضح المحوري أن القصة المتفق على كتابته تحمل عنوان قصة قديمة جدًا عن شخصية “وقاد العنبر”التي تروي عن شخص عرف بهذا الاسم، كونه استخدم مادة العنبر الثمينة في اشعالها كوقود لضيوف نزلوا في منزله ولم يجد حطب لإشعال النار فاسمي بهذا الأسم.
رضوان أحمد الشريف
راجح المحوري
” مواهب بحاجة للدعم “
من جهتها أوضحت” حنان رويس” رسامة وطالبة كلية هندسة معمار مستوى ثالث، ما شكلته الورشة لها من فرصة ثمينة لا تفوت على حد تعبيرها في هذا المجال ،منوهه إلى أن تنظيم فعاليات أو أنشطة بعدن بهذا النوع من القصص المصورة يمثل حدث ناذر جدًا، وتصف شعورها بالمشاركة بالحماس والمتعة والفائدة الكبيرة ،قائلة “هذه الورشة عززت موهبتي في الرسم وصقلت تجربتي من أجل أن أنطلق بشكل أفضل نحو الرسوم ذات المضمون، في السابق اعتمدت على تقليد رسومات شخصيات الكرتون المعروفة، في الورشة هذه ساقوم بنفسي رسم ملامح الشخصية الذي تدور الاحداث حولها.
وحول ما تدور أحداث القصة المرسومة لها تبين حنان، بأنها تتحدث عن مدينة “خيلاد”المغمورة بمياه البحر والاساطير التي تحاك عنها.
بدورها أفادت “شهد باشراحيل “،خريجة ثانوية عامة مهتمة بالكتابة ،أن الورشة تهتم بجذب المواهب الشابة وتعلمهم أسس الكتابة القصة القصيرة ،معتبرة أجواء الورشة أخوية ودافئة مليئة بالألفة والاحترام وتبادل الخبرات وليس إلقاء محاضرات، مشيرًة إلى أن القصة المصورة لم تأخذ حقها وبنفس الوقت الشباب والموهوبين بحاجة إلى دعم هذا الأبداع والاهتمام، مضيفة أنها تمتلك موهبة الكتابة وإقامة مثل هذه الورش تصقل قدرات المشاركين وتكشف للشخص ميوله الكتابية، وعن مشاركتها بالورشة جاءت عن طريق رابط لتسجيل عبر جروب تمكنت خلاله المشاركة ضمن الفريق المكون “لمشروع حكاية”.
” حكاية.. مستقبل واعد للقصة المصورة”
وقالت شهد ” يوجد غياب وفراغ في الساحة الأدبية لا نرى أعمال شبابية موجهه لمختلف الفنون، يمكن لعدم وجود مؤسسات تتبنى هذا النوع من الفنون، مشيدة بجهود مؤسسة جدارية في تنظيم الورشة وإتاحة الفرصة لها للمشاركة والدخول في هذا المجال، وتتحدث عن ما تتناوله موضوع القصة المكتوبة لها حول “قلعة صيرة” وما يروى عن اسطورة الفتاة التي شيدت القلعة لتسجن فيها وغيرها من الاحاديث المتداولة عن القلعة.
ويتفق كلا من “صالح ياسر” طالب هندسة معمار و”كاميليا كامل” طالبة إعلام قسم إذاعة وتلفزيون، أن ورشة توظيف الحكاية الشعبية بقصة مصورة تعتبر تجربة جديرة بالأهتمام،وشكلت الورشة فرصة لجمع الموهوبين وزادات من تنمية مداركهم حول كيفية كتابة القصة المصورة، والاستفادة المتبادلة بين التجارب والخبرات فيما بينهم، مؤكدان الأهمية الخاصة التي تنضوي عليها هذه الورشة كونها موجهة للشباب والشابات، مايعني أنها ستترك انطباع ايجابي و فاعل في المشهد الإبداعي بخصوصية الكتابة والرسم للقصة المصورة مستقبلًا |